30 Aug
30Aug

عمان – رويترز: في كل صباح وبعزم قوي تبدأ النجارة زين الجيلاني عملها في القبو الذي حولته لورشة عمل تتردد فيها أصوات نشر الأخشاب ودقها وتشكيلها.

وبذلك الجهد، تحيي زين (29 عاما) شغفها الفني والحرفي يوميا وهي مغطاة بالغبار ونشارة الخشب إذ تقوم بتصميم وبيع قطع أثاث لها طابع من التراث الأردني لزبائنها في أنحاء العاصمة عمان.

وتقول عن حبها للعمل بيديها “أنا بحب الخشب. وأنا عارفة إنه أنا بدي أكون نجارة. يعني ما في تفكير آخر، لا.. أنا خلاص عارفة ومن وأنا صغيرة بحب الخشب بحب أعمل أشياء بالخشب”.

وزين واحدة من قليلات احترفن النجارة في الأردن وتقول إن الأمر لم يكن يسيرا في الحرفة التي يهيمن عليها الرجال.

وتقول “أنا نجارة.. بس المجتمع يعني.. في واحد من تجار الخشب هون، أحسن تاجر خشب مبدئيا، لها اليوم.. من تلات سنين لليوم.. ما يقبل يبيعني خشب عشان بيضل يحكيلي.. روحي اشتغلي شغل البنات”.

وتعلمت زين النجارة عبر مشاهدة مقاطع فيديو على يوتيوب ثم التدرب في ورشة نجارة لعدة أشهر.
وأسست للمرة الأولى ورشتها الخاصة في قبو منزل عائلتها في مارس آذار 2020 بما تزامن مع فرض السلطات لإغلاق في أنحاء البلاد لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد.

لكن وبشغف وحب تتحدث عن توقها لهذا العمل “كنت بكره منظر إنه مثلا هاي القطعة أشوفها عند حاوية. أكره هذا المنظر، إنه ليه طب عشان تروح تشتري قطعة جديدة خشبها مش منيح، كان الأشياء إللي بشوفها حواليا وجمعتها خلتني إنه بحب هذا الموضوع زيادة”.

ويعد هذا تحولا في مسيرة زين المهنية التي درست لتكون مهندسة برمجيات.

وقالت “مبدئيا هندسة برمجيات ما إلها دخل بإللي أنا بعمله أبدا. يعني إشيين (شيئان) بعاد عن بعض. بحب البرمجة.. بس بنفس الوقت بحب أشتغل بإيدي”.

وسريعا، تحول عمل زين الصغير إلى عمل مربح، إذ تطلع الكثير من زبائنها لكسر الأنماط التقليدية التي تعيب دخول النساء في مجالات عمل معينة ودعم طموحها.

وتقول سارة جابر وهي زبونة لديها “هذا غريب في الثقافة تبعتنا.. إنه بنت ونجارة كتير حلو وكتير بشجعها. لإنه أنا بشجع البنات كل إشي يقدروا عليه. الحمد الله.. بس يعني نطلع من ثقافة العيب، بيكون هذا أحسن إشي ونلحق إللي بنحبه كمان”.

وتتفق زين مع ذلك وترى أن إحياء القطع القديمة هو جزء من الإرث والثقافة وتقول “أه نجارة أردنية.. بدك تطلع إللي إنت شايفه ببلدك.. بدك تطلع تراثك.. بدك تطلع شو إللي متعودين عليه.. يعني أكيد هاي هويتنا”.


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.