01 Mar
01Mar

محمد العرسان

في الوقت الذي يواصل فيه المُتعطل عن العمل عبد الله حرب ومجموعة من الشباب الاعتصام أمام مبنى محافظة معان (200 كم جنوبي عمان) منذ ما يقارب الشهر، تجتمع 300 شخصية اقتصادية أردنية في الديوان الملكي للبحث عن حلول لمشاكل الاقتصاد وعلى رأسها البطالة.

وحملت الورشة التي أطلقها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، السبت الماضي، عنوان "الانتقال نحو المستقبل: تحرير الإمكانيات لتحديث الاقتصاد"، بمشاركة خبراء يمثلون 17 قطاعا حيويا من مكونات الاقتصاد الوطني، وتستمر لخمسة أسابيع.

لا يأمل المتعطلون في أن توفر هذه الورش فرص عمل لهم، مشككين في تطبيق أي من مخرجات هذه الورش بناء على تجارب سابقة وضعت فيها الحكومات الأردنية خططا اقتصادية في الإدراج، حملت معها وعودا بالرخاء للأردنيين، إلا أن الواقع كان مناقضا لذلك، كما قالوا لـ"عربي21".

وتسود نظرة تشاؤمية حول ثقة المستهلك الأردني، بالوضع الاقتصادي، وبحسب مؤشر ٳبسوس لثقة المستهلك الأردني فقد تراجعت الثقة بمستقبل الاقتصاد المحلي بمقدار 6.6 نقطة مئوية خلال الربع الرابع من 2021، وأظهر تراجعاً في الثقة بالأمن الوظيفي، وتراجعاً في ثقة الأردنيين في قدرتهم على الاستثمار لمستقبلهم والادخار لمستقبل أطفالهم.

التحدي الأكبر أمام هذه الورش هو نسب البطالة التي ترتفع بين الشباب الأردنيين إلى 50% حاول بعضهم حرق أنفسهم كما ظهر في مقاطع فيديو انتشرت على شبكات التواصل، ويعتصم متعطلون في مدن مأدبا والطفيلة والكرك وحي الطفايلة في العاصمة عمان.

يقول الشاب المتعطل عبدالله حرب: "تلقينا الكثير من الوعود بالتوظيف نريد حياة كريمة وعملا لائقا، سنلتقي الاثنين رئيس مجلس النواب للاستماع لمطالبنا لكننا مستمرون في مساعينا لحين الحصول على مطالبنا".

"مخرجات عابرة للحكومات"

ويتطلع الملك عبد الله الثاني كما قال خلال لقائه فعاليات اقتصادية إلى  أن "ترسم مخرجات الورشة خارطة طريق تترجم إلى خطط عمل عابرة للحكومات وضرورة أن تساهم توصيات الورشة في تسريع النمو الاقتصادي، وتوفير فرص العمل، وتحسين الخدمات، وتمكين القطاعات المعنية".موضحا أنه "لا بد من المتابعة والجدية والالتزام لتحقيق الإنجاز".

مدير مركز بيت العمال للدراسات حمادة أبو نجمة، يدعو لوضع أدوات ملزمة للحكومة لتنفيذ مخرجات هذه الروش، ويقول لـ"عربي21": "الورش خطوة جيدة، لكن المشكلة في التنفيذ، وضعنا في السابق أكثر من استراتيجية ولم نر نتائجها حتى الآن، يجب أن تكون هذه المخرجات عابرة للحكومات".

وحول الأولويات يقول: "الأثر الاقتصادي المباشر ارتفاع معدلات البطالة وازدياد الفقر، أيّ تنمية إذا لم تؤثر على معيشة الناس وكأنها لم تكن؟ يجب النظر إلى الجانب الاجتماعي ومصالح الفئات الضعيفة وتوليد فرص عمل، ويجب أن يكون تحسين الأداء الاقتصادي بهذا الاتجاه".

"نحن بحاجة إلى تغيير في السياسات التعليمية، وإيجاد برامج تدريبية، وتغيير في ثقافة المجتمع، وبيئة عمل مناسبة، النمو الاقتصادي وحده لا يكفي لخلق فرص عمل"، بحسب أبو نجمة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.