معلومة تأمينية ضمانية رقم (203)

عرفت الأخ والصديق الأستاذ محمد عربيات مؤسس الجمعية الأردنية لمتقاعدي الضمان الاجتماعي لأول مرة منذ ذلك اليوم الذي هاتفني فيه وشرّفني وعدد من زملائه بزيارة تعارف وعمل في مكان عملي بمؤسسة الضمان.. وكان ذلك عام 2009.. رجل عصامي، أمضى إلى الآن أكثر من (12) سنة وهو يناضل ويكافح من أجل أن تحتل الجمعية مكانتها اللائقة وسط مؤسسات المجتمع المدني الكثيرة المترامية في المملكة، وعرفته عن قرب أكثر إبّان فترة عملي الطويلة مديراً للمركز الإعلامي في مؤسسة الضمان، وبنينا معاً بمساعدة وجهود عدد من الزملاء من الجانبين شراكة جميلة بين المؤسسة والجمعية، أثمرت الكثير من النتائج الطيبة لما فيه صالح الجميع، وكنا سنتحرّك أكثر بكل الاتجاهات التي نرى أنها ستحقق مصالح مشتركة للجميع لو استمر بنا الحال ومضينا على الدرب..!

عربيات لم تُثنه كل محاولات ثنيه عن العمل وإحباط مساعيه، وتثبيط همته، لا بل كلما كنا نجتمع كان يلفتني بهتمه العالية ومعنوياته السامقة، وإصراره على مواجهة التحديات بهمة المنتصر، الواثق بتحقيق الإنجاز والغلبة على المعيقات، ولطالما تحدثنا عن أهمية وجود كيان قوي ومظلة منيعة مشدودة يجتمع تحت ظلها الإخوة متقاعدو الضمان الاجتماعي، فيشتدّ عودُها بهم ويشتدّوا بها هم..!

مرّت الجمعية عبر مسيرة عمرها القصيرة نسبياً بفترات صعود وهبوط، نشاط وجمود، وكانت الانتخابات تفرز هيئات إدارية مختلفة المشارب والتوجّهات وطرائق العمل، وهي هيئات محترمة مُقدَّرة اجتهدت واجتهد رؤساؤها قدر استطاعتهم للمضي قُدُماً بتطوير عمل الجمعية وإبرازها على الساحة الوطنية كإحدى المنجزات الرائدة الفاعلة، لكن ما كان يعصف ببعضها من خلافات ونزاعات أضعف ريحها وقوتها وكان يرجع بالجمعية القهقرى، ويؤدي إلى زعزعة دورها واهتزاز صورتها وإضعاف مكانتها مع الأسف..!

ومع كل هذا، ويعلم كل الإخوة الأعزّاء سواء في الهيئة الإدارية الحالية أو سابقاتها بأنني كنت من أكثر المُشدّدين على وحدة الصف، ونبذ الخلافات، وتصفية القلوب، وتنقية النوايا، واحترام الاختلاف في الرأي، والعمل على قلب رجل واحد للتعريف بالجمعية والوصول بفكرتها إلى عقل كل متقاعد من متقاعدي الضمان الذين نافوا حالياً على ( 278 ) ألف متقاعد.. فبهذا تستطيع الجمعية أن تبني كياناً قوياً منيعاً عصيّاً على الاختراق وغير قابل للانهيار..!

ولي وقفة رابعة بعد الوقفتين الأوليين والوقفة الحالية مع الجمعية قريباً إن شاء الله.