معلومة تأمينية رقم (285)

شاهدت حلقة "نيران صديقة" أمس على شاشة تلفزيون عمّان كاملةً.. وعادةً لا أتابع تماماً حديث وتصريحات مدير عام مؤسسة الضمان الاجتماعي لأنني أعرف سلفاً كل ما يقول ومعظم ما يدور في خلده وما يفكّر فيه.. لكن متابعتي أمس كانت لأنني كنت طرَفاً في الموضوع وقام فريق البرنامج بالاتصال معي قبلها بيوم لغايات تسجيل لقاء أتحدث فيه كخبير عن معظم قضايا الضمان لكي يتم بثه خلال الاستضافة المباشرة لمدير الضمان في البرنامج.. وقد حصل وتم تسجيل حديث لي لمدة ربع ساعة تقريباً، ولكن مع الأسف لم يُبَثّ منه في البرنامج سوى ثوانٍ معدودة..!

على أية حال، فإنني أدعو كل الأردنيين لمشاهدة الحلقة، حتى لا أظلم أحداً، وإذا كنتُ كمُلِمّ بقضايا الضمان خرجت بنتيجة هي أنّ المدير العام المحترم لم يُجِب على أي من أسئلة "نيران صديقة" إجابة مكتملة مقنعة، فكيف سيكون الحال بالنسبة للآخرين وللمُشاهد غير الملمّ..؟!

ولعل من المؤسف جداً أن يلجأ هذا المدير إلى استخدام عبارات غير لائقة في الردّ على مَنْ يكتب منتقداً بعض سياسات وقرارات ومشروعات الضمان في عهد هذا المدير، ويتّهمنا نحن مَنْ نكتب بدافع الإصلاح والنصيحة والتصويب والخوف على مسيرة الضمان ومستقبله بأننا مُخرّبون (يا لعّيب يا خرّيب) ويُلصِق بنا وصمة الانفصامية في خطابنا..!!!

طيب يا مدير عام الضمان المحترم.. أنا ممّن تركوا لكَ الملعب كله لتلعب فيه وحدك.. ولستُ والله طامعاً في دخوله بهيئته الحالية، فقد فَقَد الملعبُ هيبته، وفقَد المتفرّج متعته..!

تركنا لك الملعب ورأينا كيف تلعب.... فإذا أردتَ أن نناقشك في أدوارك وأساليبك وطرائق وأنماط لعبك، ناقشناك في كل هذه التفاصيل وأعدُك أن تكون مناقشتنا لك بكامل الموضوعية والهدوء والمنطق والأهداف.. فهل تقبل..؟!

مَنْ قال بأنّ مَنْ يتصدّى للعمل العام ويكون في موقع المسؤولية القيادية في مؤسسات الدولة مسموح له بأن يصرف اتهاماته لمنتقديه ومنتقدي سياساته وقراراته ومشروعاته وأحاديثه ووعوده وغير ذلك..؟!

هل تريد أن تُؤسّس لنمط جديد في الخطاب الإعلامي الرسمي، دون علم رئيس الحكومة والناطق باسمها..؟!

ثمّة كثير من القضايا التي تطرقت إليها في منشوراتي وأشدتُ بها ببعض أنشطة مؤسسة الضمان وأعمالها وإنجازاتها، مثلما عارضتُ بموضوعية مُدعمّة بالحجج الكثير من سياسات الضمان الطارئة والمغامِرة خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية.. ولي فيها رأي قدّمته دون الإساءة لا إلى مؤسستي ولا لكَ شخصياً..!

لكن يبدو أنك تضيق ذرعاً بالرأي الآخر ولا تقبله أبداً، وأحب هنا أن أذكّرك بموقفك وردة فعلك المتشنجة إزاء انتقادات موضوعية مُحقّة للدكتور معن القطامين مطلع عام 2020، والتي انتقد فيها عبر بثه فيديو عدم رد هواتف مركز اتصال الضمان، وسلوك خاطىء لأحد فروع المؤسسة، فماذا كانت ردة فعلك..؟ رحت تكتب على الفيسبوك؛ اللي ما بلاقي شيء ينتقده مش مضطر يطلع ينتقد.. أو ما شابه هذا الكلام، لا بل ورد مساعدك أيضاً ردّاً غير مقبول على الدكتور معن.. عندها ردّ عليك القطامين ردّاً شديد اللهجةولم أسمع أكثر منه إيلاماً بحق مسؤول؛ إذا ما بدّك ناس ينتقدك اجلس في بيتك وبين أهلك ودلالك ولن ينتقدك أحد...!!!!!!!

واليوم أنت تكرر السيناريو نفسه، فبدلاً من أن تردّ على أسئلتنا وما نطرحه من قضايا إذا بك تهاجم أشخاصنا ظنّاً منك أنه أسهل حلول المواجهة، لكنك نسيت قواعد اللعبة أو تناسيتها مع الأسف..!!!

ها أنذا أكرّر وأؤكّد بأن انتمائي لمؤسستي، مؤسسة الضمان الاجتماعي، سيظل عنواني وسبيلي لتقديم كل ما يصب في صالحها ومستقبلها بكل مكوّناتها من زملاء وعاملين ومشتركين ومتقاعدين ومنتفعين عبر الأجيال، فالحمد لله على ما أحتفظ فيه من خبرات وأفكار ومعرفة ولا يجوز لمن هو مثلي أن يلوذ بالصمت دون أن يسعى لنقل المعرفة وإفادة الآخرين وتصويب المسارات إذا ما انحرفت عن الجادّة..!