معلومة تأمينية استثمارية رقم (396)

من اللافت أن الأرباح التي أعلنت عنها رئيسة صندوق استثمار أموال الضمان عن فترة النصف الأول من العام الجاري والبالغة (371) مليون دينار جاءت أقل بقليل مما حققته شركة وطنية واحدة هي شركة مناجم الفوسفات الأردنية من أرباح، فقد بلغ صافي أرباحها بعد الضريبة  ( 371.8 ) مليون دينار..!

أرباح صندوق استثمار أموال الضمان جاءت معظمها من الفائدة التي تدفعها الحكومة على سندات الخزينة ومن توزيعات الشركات وفوائد الإيداعات النقدية، مع الفارق الكبير بين موجودات صندوق الضمان التي بلغت (13.3) مليار دينار مع منتصف العام الحالي في حين يبلغ رأسمال شركة الفوسفات ( 82.5 ) مليون دينار فقط، فأين "الشطارة" في الاستثمار يا رئيسة صندوق الاستثمار..؟!

رئيسة صندوق استثمار أموال الضمان في اجتماعها اليوم مع لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية لم تعرف على وجه الدقة كما ورد في الأخبار كم نسبة مساهمة الصندوق بشركة الفوسفات ولا بشركة البوتاس، قائلة أنها تتجاوز (16%) في الفوسفات، وأنها (10%) في البوتاس، في حين أنني منذ أيام ذكرت في منشور خاص حول الموضوع بأن ملكية الصندوق في الشركتين المذكورتين على وجه التحديد هي:

- شركة مناجم الفوسفات:   16.5% (13.612.500 سهم).

- شركة البوتاس العربية:   10.5% (8.748.337 سهم).

فيما لم تُشِر رئيسة الصندوق ولم تُسأل من رئيس وأعضاء اللجنة عن عدم أخذها بالرأي الاستثماري الذي قُدِّم إليها والذي نصح بضرورة أن يقوم الصندوق برفع نسبة مساهمته في هاتين الشركتين ولا سيما شركة الفوسفات، مما أدى إلى تكلفة فرصة ضائعة (Opportunity Cost) على الضمان تُقدَّر بأكثر من (300) مليون دينار، نتيجة عدم رفع نسبة ملكية الضمان بهاتين الشركتين فقط بمقدار خمسة ملايين سهم إضافية في كل منهما..!

رئيسة صندوق استثمار أموال الضمان التي ستكمل بعد شهرين أربع سنوات على تولّيها رئاسة الصندوق والتي كما علمت تم التنسيب للحكومة بالتجديد لها لفترة قادمة بالرغم من أنها ستكمل الخامسة والخمسين من عمرها المديد إن شاء الله بعد بضعة أشهر، قدّمت كل ما عليها أو بمعنى أدق يفترض أن تكون استنفدت كل ما لديها من أفكار استثمارية خلال السنوات الأربع الماضية، ويجب أن تقدم جردة حساب شاملة ودقيقة لما أضافته للصندوق خلال هذه الفترة وبالتفصيل الممل مع بيان أوجه التقصير والإخفاق إن وجِدت، وآنَ لها أن تفسح المجال لدم جديد يتولى زمام المسؤولية في الصندوق، فربما كان في التغيير ما هو أفضل..!